التدرب على الخطابة العامة والقيادة ليست بالأمور الجديدة. قد تكون "الخطابة العامة" حديثة نوعا ما، غير أنها ليست إلا تحديثا لما عرف منذ القدم، أي منذ عصر أرسطو "وعلوم البلاغة" القديمة. 

وجوهر طريقة عملنا -الذي هو التعلم من خلال برامج ذات صعوبة مطردة، محددة وموجهة الأهداف ووفق سيناريوهات معدة سلفا وتلقي التغذية الراجعة والتقييم بخصوص كل واحد منها - طريقة لطالما عرفتها البشرية منذ حوالي 2000 سنة. وهي في الواقع الطريقة التي تعتمدها العديد من منظمات الخطابة العامة، كما تعتمد في الورشات، الندوات والعديد من الأندية. 

ألقي نظرة على هذا الوصف الذي يخص ما كان يجري في قاعة فصل روماني منذ أكثر من 2000 سنة خلت.

 

ينهمك المبتدؤون في العمل على سلسلة من التمارين التقديمية الخاضعة للتقييم والتي تهدف إلى جعلهم يستأنسون بتقنيات سيحتاجون إلى استدماجها في خطاباتهم الكاملة (مثل رواية قصة، انتقاد رواية أو الدفاع عنها، خوض نقاش حول موضوع عام). ... لينتقلوا بعد ذلك إلى تمارين أكثر تقدما... حيث يتم منحهم سيناريو افتراضيا ويطلب إليهم الحديث عن هذا الجانب أو ذاك من المشكل أو نقاش المشكل الذي يطرحه السيناريو.

 

إريكا بيلي (2019) لمحة تاريخية عن بيداغوجيا الخطابة العامة,
مراجعة الصوت والكلام, 13:1, 31-42, DOI: 10.1080/23268263.2018.1537218

 

هل يذكرك هذا بشيء ما؟ خاصة فيما يتعلق بخطاباتنا المعدة وفقرة الاسئلة الحرجة؟ نحن بطبيعة الحال، لا نقتصر على العمل بما يقوم به الرومانيون، وبنفس الطريقة، ففي عصرنا لم يعد هناك وجود للعربات. نحن نستلهم المفهوم الرئيسي لنعمل على تطويره. وإليك غيض من فيض فقط من الأمور التي تجعل منظمتنا ونموذجنا متفردا ومتميزا عن الآخرين:

على المستوى التعليمي

  • نشجع على ونطالب بالكثير من العمل خارج النادي والانخراط في مشاريع قيادة حقيقية، ضمن المجتمع وبعيدا عن Agora. نحن في الواقع نحض المتحدثين الذي نكونهم على الانطلاق واعتلاء منابر الخطابة. نحن نريد منهم أن يكونوا قادة ذوي تأثير فعلي وملموس على العالم من حولهم.
  • لتحقيق الغايات أعلاه، تتوفر الأندية على دور مسؤول نائب الرئيس المكلف بقيادة المجتمع والذي يتركز كل اهتمامه على العثور على فرص القيادة من أجل الأعضاء.
  • تتطلب كل المشاريع جزءا يتعلق بتحليل الخطاب والذي يركز على تحليل الخطابات الجيدة من منطلق معين ويعرض على النادي أساليب خطابة مختلفة. 
  • لدينا بعض الأنشطة المنتظمة والمتفردة: 
    • التي تركز على التفكير النقدي. 
    • النقاشات وفق معايير مضبوطة ومحددة والتي تشجع على التعاون وتتيح المجال لآراء مختلفة بخصوص مختلف الإشكالات.
    • ألعاب اللغة تركز على تطوير اللغة بالنسبة للمتحدثين غير الأصليين باللغات في بعض النوادي. 
    • مشاريع تركز على تشجيع التسامح والتعايش السلمي المشترك.
  • نحن نشجع وندرب الأعضاء على القيادة الفعلية من خلال مشاريع مجتمعية والتي يتم تنفيذها مباشرة خارج عالم Agora.
  • نحن ندرب المتحدثين على التعامل مع الفشل غير المتوقع والذي قد يواجهونه مع مختلف أنواع الجمهور العدواني. 
  • لدينا تظاهرات موضوعاتية يتم تنظيمها على مستوى عالمي مثل أفضل خطاب تعليمي، أفضل خطاب توعوي مجتمعي، أو أفضل رواية قصة.
  • لدينا توجه اجتماعي قوي، ونهدف إلى تدريب وتكوين قادة حقيقيين، وليس مجرد مستشاري خطابات. 
  • نحن نحض الأندية على تجريب أفكار جديدة خاصة بالأنشطة التعليمية، وإن حصل ونجحت تلك الأفكار، فنحن نعمل على تعميمها والتعريف بها لدى بقية الأندية. 
  • نعمل على تطوير موادنا التعليمية ومناهجنا وتحيينها بناء على التغذية الراجعة التي نتلقاها من مجتمعنا بأكمله. 
  • نحن نسعى دائما إلى جعل موادنا التعليمية متاحة بكل اللغات الممكنة. 
  • كل منتجاتنا التعليمية مجانية بالكامل من أجل الأعضاء.

على المستوى التنظيمي

  • نحن نعمل بالمجان. ولا نفرض رسوما ولا عمليات اقتناء. لا توجد هناك مصاريف من أجل تأسيس النادي، مصاريف التسيير والإعداد، مصاريف عضوية، مصاريف تسجيل، ما دام النادي مفتوحا للعموم. 
  • يمكن طباعة / إنتاج كل المواد الخاصة بالنادي على مستوى محلي حسب إمكانيات النادي الخاصة. وليس هناك من داع لطلب طباعتها في مكان معين أو دفع مصاريف الشحن وغيرها. 
  • تأسيس ناد لا يتطلب سوى 8 أعضاء. 
  • يمكن تأسيس نادي في يوم واحد من دون معاملات ورقية - وذلك من خلال ملء استمارة إلكترونية. 
  • يتطابق هيكلنا التنظيمي ومنافساتنا والحدود السياسية والإدارية. وبالتالي، إذا فزت بمنافسة ما، مثل منافسة "أفضل المتحدثين في المجال التعليمي في إسبانيا"، وليس "أفضل متحدث في المجال التعليمي الخاص بالقسم 42، الفصل 93" أو غيرها من البنيات التنظيمية العشوائية. فإن المنافسة الأولى حتما ستبدو أفضل في السيرة الذاتية. 
  • إن عدم فرض مصاريف على الأعضاء لا يعني أننا مهووسون بالرفع من عدد الأعضاء. نحن لا نضغط على الأندية من أجل رفع أعداد منخرطيها (وإغفال الأعضاء المنخرطين فعليا) أو دفع الأعضاء إلى إكمال البرنامج التعليمي بسرعة. نحن نبحث عن توسع عضوي، ونثمن ما يقوم به كل نادي بشكل فردي وليس مقارنة بالأندية الأخرى. 
  • نشجع على الشراكة مع بقية المنظمات الأخرى ونتيح لهم الفرصة للعمل معنا مع توفير كل المنافع التي تتيحها Agora وإتاحتها لأعضاءها مع الحفاظ على هويتها. 
  • نسمح للأندية بالاحتفاظ بكل التبرعات التي تجمعها مع استعمالها في عملياتها وأنشطتها الخاصة. 
  • نحرص على إعمال قواعد صارمة فيما يخص الشفافية المالية، وذلك حرصا منا على الاستخدام الرشيد للأموال، كما نعمل على إجراء افتحاصات مالية للجميع. 
  • نحن مسجلون كمؤسسة ذات منفعة عامة، وهي أكثر أشكال المنظمات الخيرية صرامة داخل الاتحاد الأوربي. هذا يعني أنه يمكننا تقديم دعم رسمي أكثر فعالية للأنشطة ومتطلبات النادي.
  • نحن لا نفرض رقابة على الأعضاء ولا نمنعهم من انتقاد المنظمة علانية. 

على المستوى التكنولوجي

  • نوفر منصة محادثة عالمية في الزمن الحقيقي لكافة أعضائنا مما يسمح لهم بالتواصل دونما حاجة إلى التسجيل في مواقع أطراف ثالثة أو شبكات اجتماعية أخرى. 
  • نوفر نظام منتدى عالمي يضم فرق عمل حيث نعمل بشكل تعاوني - واعتمادا على التغدية الراجعة - على تطوير قواعد عملنا، موادنا التعليمية وكذا أنشطتنا. 
  • يتم احتضان أنشطتنا التعليمية على الويكي والتي يمكن أن يساهم أي كان، وأن يعملوا على إثراءها وترجمتها. 
  • توجد كل خوادمنا وبنياتنا التحتية في الاتحاد الأوربي (في ألمانيا بالتحديد)، مما يعني أن معطياتك محمية وفق أشد معايير الخصوصية صرامة (نظام GDPR المعتمد في الاتحاد الأوربي)
  • انتظرونا من أجل المزيد...